البدوي (عويد ) يمارس المحاماة وهو مع نياقه في الصحراء

دائما ما ياخذني الفكر الى الماضي ويقف بي على حياة البادية تحديدا
حقيقة دائما مايصور لنا الغير منصفين حياة البادية على انها سلب ونهب وحياة يسودها الظلم وقانون الغاب يحكمها
وبالطبع ان هذا التصور لحياة البادية بعيد كل البعد عن الحقيقة فحياة البادية هي قانون عدل ٍ عجيب
والقصة اللتي سوف اوردها الان تؤكد صحة ما اقول

القصة اقولها لكم كما قالها احد كبار سن بكل عفوية وتلقائية وكان معايش لها وهو صغير وانا هنا انقلها بقليل من التصرف للايضاح فقط
يقول :
كان هناك شخص من ابناء عمي لدية ناقة وجاءه شخص اخر يريد شراءها فوافق على بيعها له بثمن وقدره
وبعد فترة من الزمن ماتت هذه الناقة وهي في ذمة من اشتراها .
بعد موت الناقة جاء صاحبها الى من اشتراها منه يريد منه عو ِض الناقة بحجة ان الناقة باعها له وهي غشيش
ولكن بائع الناقة رفض اعطاءه عو ِضها واتفقا في النهاية الى احالة القضية الى قاضي ويسمى عند اهل البادية ( العارفه ) يحكم بينهم
وكان ابن جندل شيخ قبيلة السوالمة هو مقطع الحق في مثل هذه الامور
وبعد مثولهم امام القاضي ابن جندل حكم على بائع الناقة اعطاء المشتري عِو ضها اي (ناقة اخرى بدل الناقة الغشيش )
وامتثل لامر القاضي واعطاه ناقة اخرى بدلا منها .
ولكن البائع لم يقتنع بالحكم وقص القصة على عويد بن عفنان من ابناء عمومته وقال له عويد العفنان : لبسني عباتك
وانا اطالب لك .
وذهب عويد العفنان الى ابن جندل وقال له ابن جندل نفض يابن عفنان ( اي اعط العارفه رزقته لاعادة الحكم ) وبعد ان طالب عويد بن عفنان المشتري وقال ان الناقة ماتت وهي بذمته فكيف اعطيه ناقة اخرى
وحكم القاضي لعويد بن عفنان (وكيل البائع ) واسترجع ناقته
وكان يعرف عويد بن عفنان عند اهل باديته في الشمال بـــ حصــان الطلايب لقدرته الفذة على ابداء الحجج

اللافت للنظر ان هذا القضاء موجود اليوم ولكن له اوراقه وانظمته ومحاكمه وضوابطه

استنتاج
القاضي (العارفة ) = هو قاضي المحكمة

التنفيض عند العارفة = استئناف الحكم

ادفع الرزقه = هي الرسوم المدفوعه لاستئناف الحكم

لبسني عباتك = توكيل محامي

اخواني هذا نظام عجيب لاتحكمه شرطة ولا حدود بل هم في خيام يقطنون الصحراء ولكنها المبادئ اللتي تربوا عليها

شكرا ندى منورة